فقاعة التوليب 🌷
فيه أسطورة تركية تقول ان أميرًا اسمه فرهاد كان يحب فتاة اسمها شيرين وماتت، فأصابه حزن شديد، وتوجّه بحصانه 🐎 إلى حافة منحدر جبلي، وقتل نفسه، فظهر مكان مقتله وردة << الله أكبر
طيب وش هذي الوردة ؟
وردة التوليب 🌷 التي أصبحت رمزًا للحب بعد قصّة الأمير 🌚
المهم ان هذا الورد ومع مرور الوقت؛ صار يعتبر في الدولة العثمانية رمزًا للحب والجَمال والرفاهية، وانتشر في حدائق الأغنياء واستخدموه حتى في زخرفة قصورهم..
وفي يوم من أيام القرن السادس عشر.. كان فيه دبلوماسي نمساوي يشتغل في الدولة العثمانية اسمه أوغيه دو بوسبيك.. وهو يتمشى في الشوارع لاحظ ان العثمانيين يزرعون في حدائقهم ورد جميل جدًا، وعرف ان اسمه ورد التوليب 🌷
قال بوسبيك في نفسه: وااو وش ذا الورد الزين اللي مو عندنا في الديرة << ماشاء الله على اللغة النمساوية اللي عندي 🏃🏽♀️
المهم ان بوسبيك قرر انه ياخذ من أبصال ورد التوليب عشان يزرعها في ديرته.. وش الأبصال؟
الأبصال أو البصلة وتسمّى Bulb هي الجزء الموجود تحت الأرض من ورد التوليب.. كذا شكلها مثل البصل عشان كذا يسمّونها بصل 👆
البصلة هذي يزرعونها ومنها ينمو ساق النبات والأوراق والأزهار..المهم ان الدبلوماسي النمساوي هذا أخذ له كم بصلة إلى فيينا..
وشوي شوي بدأ ينتشر ورد التوليب في فيينا ومنها وصل إلى كثير من الدول الأوروبية 🌷
وفي أوروبا انهاروا الناس على هالورد الجميل اللي جاي من آسيا 😍 وبدأوا عاد الباحثين وعلماء النبات يحللون خصائص هذا الورد << لقوا لهم شغلة جديدة 😅
وفي هولندا 🇳🇱 كان فيه عالم نبات اسمه كارولوس كلاسياس وكان يشتغل مدير الحديقة النباتية في جامعة لايدن، وسمع عن الهبّة 😆 وردة التوليب 🌷 وقرر يزرعها في حديقة الجامعة..
وشوي شوي انتشرت هالوردة في هولندا في أواخر القرن السادس عشر.. ومع مرور الوقت صار التوليب يُعتبر ورد الناس الهاي كلاس 😅 وصاروا الأغنياء يتفاخرون فيه وأي احد يشتريه يعني غني وذوقه رفيع
يعني مثلا إذا واحد جاب وردة توليب لوحدة يعني هذا يحبها ويموت فيها عكس اللي يجيب ورد جوري او أي ورد رخيص 😂 << هذا المثال مو من عندي.. هو فعلا الوضع كان كذا وهذا مشهد من فيلم يصوّر الوضع في ذيك الفترة 😬👆
وعاد تلقى البنت تقول لصديقاتها: حبيبي جاب لي وردة توليب 😌 وهذيك تقهرها أكثر وتقول لها: أنا حبيبي جاب لي باقة ورد توليب مو بس وردة، وخذ لك عاد من هالسواليف.. << معليش هذي سواليفي 🏃🏽♀️
مع الوقت صار ورد التوليب في هولندا 🇳🇱 رمزًا للثراء والمكانة الاجتماعية في القرن السابع عشر، وتهافتوا النبلاء على اقتناء التوليب وخاصة الأنواع النادرة منه
مثل Tulipa Semper Augustus 👆
والله جميلة 🥺
هذا غير ان الناس صاروا يتسابقون على عرض التوليب في حدائقهم كدليل على ذوقهم الرفيع وثروتهم << يعني لما تبي تسولف عن فخامة بيت احد.. تقول ماشاء الله فيه توليب 😂
ومو بس الحدائق؛ التوليب صار يظهر في اللوحات الفنية الهولندية وفي تصاميم السيراميك وفي الملابس
والوضع كان: توليب توليب توليب توليب 😂😭
وهنا طبعا تجّار التوليب استغلّوا الفرصة 😈 وصاروا يرفعون سعره والناس تشتري ويرفعون أكثر وبرضو الناس تشتري وهكذا حتى وصلت أسعار التوليب إلى أرقام فلكية..
وصل سعر الوردة الواحدة إلى 10 آلاف جيلدر، وفي هذاك الوقت؛ كان يعتبر هذا المبلغ كافيا لإطعام وكساء وإسكان أسرة هولندية على مدار عقود 😭
أو يعتبر كافيا لشراء قصر عتيق يطل على بحيرة في العاصمة "أمستردام" بالرغم من ان المنازل في هولندا كانت وقتها أغلى من غالبية مدن العالم
يعني وردة بسعر منزل << مهزلة 😂😂
وكانت الأنواع المميزة من التوليب نادرة في السوق؛ وهذي أسعارها ضعف أسعار التوليب العادي واللي يلقاها مستعد يدفع أي سعر مقابلها 🤦🏽♀️
بحلول عام 1630م الناس بدأت تفكّر بطريقة ثانية.. وش هي 🤔
ليش ما نشتري بصل التوليب ونزرعه ونبيعه ونصير تُجّار توليب ونكسب فلووووس 🤑🤑
وفعلا بدأوا الناس شغلهم..
اللي يشتري ورد التوليب ويبيعه بضعف السعر، واللي يشتري أبصال التوليب ويبيعه بضعف السعر واللي يشتري أبصال التوليب ويزرعه عشان يصير عنده مزرعة يتاجر منها
واللي يبحث عن التوليب النادر جدا ويشتريه بأسعار مجنونة ويبيع بأسعار أكثر جنونا 😑
بعض الناس باعوا أملاكهم واشتروا توليب أو أبصال توليب عشان يتاجرون فيها 🫠🫠
وفعلا حققوا بعض الناس ثروات طائلة من ورا هالتوليب 💸 وصار سوق التوليب سوق مضاربة، ومزادات التوليب شغّالة ليل ونهار..
وتحولت زهور التوليب من رمز ثقافي إلى سلعة للمضاربة المالية << افا وين الحب والذوق الرفيع 😅
الناس من مختلف الطبقات شاركوا في المضاربة على التوليب حتى أصحاب الحرف البسيطة، والفلاحين، والمعلّمين، والناس ما غير تنصح بعضها: يا ولد خش على سوق التوليب والله يطلع لك ذهب…🏃🏽♀️
وكل ما زاد الطلب على التوليب زاد سعره وأدّى ارتفاع أسعاره بشكل جنوني إلى ظهور مصطلح "جنون التوليب" أو "هوس التوليب " Tulip Mania🙃🌷
واستمر هذا الجنون من عام 1630م حتى شتاء عام 1636م وفجأة…..
انفجرت الفقاعة "فقاعة التوليب" وبدأت أسعار التوليب في الانخفاض شوي 🙂 وركضوا الناس في كل مكان يبون يلحقون أنفسهم ويبيعون بأقصى سرعة لكن الأسعار مستمرة في الانخفاض والناس مستمرة في الركض…
وما بدأ عام 1637م وتحديدا في بداية شهر فبراير إلاّ وانهار سوق الوردة الجميلة "التوليب" انهيار تاااااام.. واختفى الطلب على التوليب وما صار احد عنده استعداد يدفع شي عشان خاطر هالوردة 🙃
وطاااح سعر التوليب وصار ما يسوى ريال، وانهاروا الهولنديين؛ اللي عنده كميات من التوليب مو عارف يتصرّف فيها.. واللي ماخذ قروض عشان يتاجر في التوليب.. واللي باع أملاكه.. واللي ترك شغله وماغير يزرع في هالتوليب… ووو
ولقوا الهولنديين أنفسهم غرقانين في الديون وفي الخسائر، والتوليب طايح في كبودهم 😬
أُصيب بعض الناس بأمراض نفسية وانتشر الاكتئاب والحزن والانهيارات العصبية.. حتى انهم أطلقوا على المرض اسم "حُمّى التوليب" 😭
يعني تروح المستشفى وتقول: ها طمنّي يا دكتور ؟ يقول لك: للأسف مش حخبّي عليك بس انت معاك حُمّى التوليب 🤣 << الموضوع ما يضحّك بنان 😤💔
تعتبر فقاعة التوليب واحدة من الأمثلة الكلاسيكية على الهوس الاقتصادي 💸 وتم تناولها في في كثير من الكتب والوثائقيات والأفلام..
هذا فيلم اسمه حُمّى التوليب Tulip Faver 👆
لكن الفيلم سخيف وما جاب شي عن القصة الاساسية إلا كم مشهد بس والباقي قصّة عن واحدة تزوجت واحد وبعدين خانته مع رسّام جاب لها وردة توليب 🙃
المهم ان من هذاك الوقت في القرن السابع عشر وحتى وقتنا الحاضر ومرض "حُمّى التوليب" أو "جنون التوليب" ما زال يستخدم كمصطلح اقتصادي عند ظهور أي فقاعة مالية تشبه "فقاعة التوليب"
ومن أمثلة الفقاعات الاقتصادية اللي ظهرت في العصر الحديث واللي تشبه فقاعة التوليب… فقاعة الإنترنت في أواخر التسعينيات أو فقاعة العقارات عام 2008م.. << كلهم نفس الفكرة الأسعار وصلت إلى أعلى حد وبعدين بوووم صارت في القاع 🫠
يعني لما تسمعون عن مصطلح "فقاعة اقتصادية" تذكّروا قصّة التوليب 🌷
بعض الصحفيين والمحللين شككوا في حجم فقاعة التوليب وقالوا ان الكتب بالغت في وصف اللي صار وان الانهيار المالي ما أصاب إلاّ جزء بسيط من الهولنديين 🙄
بس البعض الآخر قال العكس؛ الفقاعة كانت فعلا كبيرة والهولنديين تأثروا بسببها.. والله أعلم عن حجم التأثير اللي سببته فقاعة التوليب ولكن المؤكد انها حدثت وانها أصبحت مثالًا لأي فقاعة اقتصادية تحدث بعد ذلك
طيب وش صار في الوردة المسكينة ؟ 🥺
أبشركم الحمدلله وبالرغم من الانهيار المالي اللي أصاب كثير من الهولنديين إلاّ ان وردة التوليب ما زالت رمزًا للثقافة الهولندية وجزءًا أساسيًا من هوية هولندا حتى اليوم 🌷
وتُعد زراعة التوليب وصادراتها من أهم الصادرات الزراعية في هولندا، حيث تصدّر هولندا ملايين الزهور سنويًا
وتُقام مهرجانات التوليب السنوية في هولندا وأبرزها مهرجان التوليب في كيوكينهوف(Keukenhof)، وهي واحدة من أكبر حدائق التوليب في العالم…
وتحتفل هولندا في شهر يناير من كل سنة بمناسبة "يوم التوليب الوطني" ويكون فيه عروض لأنواع التوليب النادرة وفعاليات زراعية وتوزيع توليب وحفلة كبيرة كلها توليب في توليب 😍
وأيضًا في تركيا 🇹🇷 ما زالت زهرة التوليب تحتفظ بمكانتها الرمزية وتنتشر في الحدائق العامة وخاصة في إسطنبول..
ويُقام سنويا في اسطنبول مهرجان التوليب في شهر أبريل من كل عام، حيث يتم زراعة أكثر من 30 مليون زهرة بألوان وأشكال مختلفة في جميع أرجاء المدينة 🌷
رائعه..تسلسل المعلومات بالطريقة "القصصية " مميزة...صراحة انا من محبي التوليب بس مدري عشان الهبة ولا ذوقي رفيع 😎
ردحذف